Hms ELgfon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Hms ELgfon

منتدي اخر دلع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BaDa
المشرف العام
المشرف العام
BaDa


عدد الرسائل : 44
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 16/07/2007

هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live Empty
مُساهمةموضوع: هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live   هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live Icon_minitimeالأحد يوليو 06, 2008 8:02 pm

(هل هى دعوة للحياة ؟)

بناء على رغبة الزملاء .. هذه ترجمة للقصة الانكليزية.(was it an offer to live?. ومهما كانت ترجمة النص الادبي فانها بالتأكيد لا ترقي للغة التى كتب بها حتى لو كان المترجم هو كاتب النص نفسه.. اننى احس وانا انقلها الى العربية انها فقدت الكثير من روحها..


اخيرا قرر ان يغادر . قام وهو يعدل من ظهره الذى تقوس بعد فترة طويلة من الانحناء على قصبة الصيد .... ( انا لست محظوظا هذه المرة!) هكذا كان يفكر ، فقد انقضت ساعتان دون ان يصطاد شيئا حتى اصابه الملل.. في لحظة القيام تلك ، فاجأه صريخ اطارات سيارة تلاه صوت ارتطام عال . تساءل مذهولا( ماهذا؟!!) لكنه هرع راكضا تحو الصوت وفى ثلاث قفزات وجد نفسه فوق الجرف يركض بين الاشجار باتجاه الشارع الرئيس المؤدى للبلدة..

هناك وجد السيارة الرياضية الصغيرة .. لقد عبرت فوق الرصيف لتدهس عددا من الشجيرات قبل ان ترتطم بشجرة عالية وتتوقف.. اتجه نحو الجهة اليسرى وفتح باب السائق والقى نظرة عاجلة.. وجد ها منحنية فوق يدها على مقود السيارة وهى ترتجف.. دخل وحملها بهدوء الى مكان آمن ووضعها على الحشائش الناعمة قرب جذع شجرة كبيرة.ثم وقف وخلع جاكيته ذات الفراء الشبيه بالجاكيت العسكرى الواسع ووضعه على كتفيها . وعاد الى السيارة ووجدها لم تتأذ كثيرا ومازال محركها يدور فاوقفه واخذ شنطتها الصغيرة ورجع اليها ليجدها تبكى وهى ترتجف.. جلس قربها واحاط كتفيها بذراعه ليطمئنها.. فردت بمقاومة ضعيفة وسمع كلماتها المتوسلة المتقطعة بين بكائها ودموعها (ارجوك لا تؤذنى) !!
سحب ذراعه وابتعد عنها قليلا ..وقال بارتباك والخجل يعتريه.. انا آسف جدا . فلم يكن في مقصودى ان،... فأنا .... ) وتوقف ثم اردف ( كيف تشعرين الان؟..)
حاولت جاهدة ان تسيطر على نشيجها وعبراتها فلم تستطع ان تجيب . فلم يتمالك نفسه وعاد فاحاطها بذراعه ونزلت قبلته على راسها فتكومت على صدره تلتمس الحماية.

- (ارجوك لا تبكى ) كانت كلماته رقيقة متوسلة فيما راحت ذراعاه تحيطها بكل حنان. وبعد بضع دقائق كانت قادرة على ان تستعيد الهدوء..
- (اننى سوف اموت) كانت نبرة صوتها حزينة واهية
- ( ان هذه نتيجة الصدمة.. لكنك الان بخير ..وكل شئ سيكون على ما يرام)
- ( لكنك لم تفهم.. اننى حقا سوف اموت) كان صوتها الواطئ يعتصر الكلمات .. وكانت على وشك ان تبكى
- حسنا ؟!
- (حسنا ماذا..؟ اليس في هذا وحده سبب كاف ؟؟ ) كانت كلماتها الجافة لا تخلو من التهكم من قلة فهمه..فتجاهل هذه اللهجة وقال بهدوء وبعدم مبالات
- ( انك تقولين انك سوف تموتين .. حسنا ما العجب في ذلك . السنا كلنا سوف نموت؟! كل مخلوق له عمر محدد كما تعلمين.. أنت وانا وهذه الاشجار وهذه البحيرة وذلك الجبل . الفرق الوحيد ان بعض المخلوقات ينتهى عمرها في بضع ساعات كالزهور والاخر يعيش مئات الالاف من السنين.. لكن في النهاية سوف يموت لا شئ سوف يبقى)
-
- (انا سوف لن اعيش طويلا.) قالتها بلهجة بطيئة هادئة فنظر اليها طويلا .. كانت في حوالى الخامسة والعشرين . شقراء تميل الى النحافة.. ملامح صغيرة جميلة ووجه ملائكى.. كانت النوع الذي يهواه..
- (اننى مصابة بسرطان الدم..لقد عدت توا من المستشفى الذي اجرى فيه التحاليل ..لقد تسلمت اليوم التقاريرالنهائية.. كانت الفحوص ايجابية.. رأي طبيبي ان القضية ميئوس منها .ز قال لى انه في خلال ستة اشهر....) وانخفظ صوتها وكانت على وشك ان تبكى عندما امسك بكلتا كتفيها وادارها نحوه ونظر في عينيها وقال..
- (هل يستطيع طبيبك الذكى ان يعطينى ضمانة مائة في المائة انه هو نفسه سوف لن يموت خلال ستة اشهر؟!!) لقد اثار السؤال اهتمامها .وفكرت قليلا واجابت وعيناها تلتمعان
- ( لا احد يستطيع ان يعطيك مثل هذا الضمان)
- ( بالطبع لا.. انا لا اظن ان اى طبيب جيد يضع في ذهنه كل معجزات الجسم البشرى العجيبة يستطيع ان يعطى وقتا محددا لموت المريض ..) ثم ترك كتفيها وامسك براحة يدها وواصل حديثه ( لا احد يعرف شأن الحياة والموت سوى الله.. ثم .السنا نمارس الحياة والموت كل اربع وعشرين ساعة.. اننا نسميهما النوم والاستيقاظ.. ما الفرق بين النوم والموت ؟!!.. كل منهما يأخذنا من هذا العالم الى عالم آخر..الفرق الوحيد ان الاستيقاظ الاخير سيكون يوم القيامة!! ويومها سنتلقى اكبر مفاجأة ..حيث سنجد ما كنا نسميه حياة ..انما هو مجرد حلم...!!!!) لقد ابتسم لفكرته هذه.. فقالت متهكمة
- هل انت قس ؟؟)
- ( لا . انا مجرد مسلم عادى..) كان رده هادئا وطبيعيا.. فقالت وهى تظن انها ستحرجه
- ( الا تخاف من الموت؟)
- ( طبعا اخاف من الموت.. وفي الحقيقة .. انا اخاف اكثر من الحساب بعد الموت. ولكننى سوف لن انهى حياتي بالانتحار..)
- ( آه.. انت تقصد حادث السيارة الان.. لالا.. كل الذي حصل هو اننى فقدت السيطرة على السيارة..) كانت ترنو اليه.. وقالت في نفسها (( من الواضح انه يحاول ان يطمننى) و تبسمت بامتنان.
- ( اتعلمين ؟! ان عندك اجمل ابتسامة في الكون ) .. لحظات وبدأت ابتسامتها تخبو عندما زحفت افكار حزينة على بالها وقالت
- ( وما الفائدة .. اننى سوف اموت..) وخرجت مع كلماتها آهة حارة حزينة.. فضمها الى صدره واراحت رأسها على كتفه وقالت هامسة وكأنها تحدث نفسها
- ( تمنيت لو كنت مت في هذه الحادثة,, على الاقل لم اكن قد بقيت اعانى ترقب مجئ الموت..)
- ( عندى عرض اقدمه اليك.. ) قال وابعدها قليلا عنه وهو ينظر الى وجهها ( ما رأيك ان تعيشي ثانية؟!!)
- ( ماذا تعنى بأن اعيش ثانية؟!!)
- ( اعنى ان تعيشي حياة جديدة.. ان تحددى لحظة معينة ومن بعد هذه اللحظة تنسين كل شئ له علاقة بماضيك.. تغيرين اسمك .. وتغيرين بلدك واصدقاءك و طريقة حياتك, ومعتقداتك وحتى عاداتك, وتبدأين كل شئ من جديد ) توقف لعدة لحظات ثم اضاف( انها ليست مسألة صعبة .. صدقينى.. كل الذي تحتاجين اليه هو الارداة للتغيير.. ومع الارادة شئ من الخيال. وستنجحين)
- ( انك انسان حالم.. انه من السهل ان تسدى النصائح لغيرك. على الاقل ان المشكلة ليست مشكلتك أنت) .. كانت كلماتها تكشف عن انزعاجها.. وقد اثرت فيه لكنه لم يبد اى رد على اتهاماتها.. وبعد دقيقة رفعت وجهها الجميل اليه وسألته بعد تفكير
- ( هل سبق لك ان مارست هذه اللعبة من قبل؟)
- ( لا لست انا, ولكن اعرف من مارسها من قبل. اسمه جيمس جويس كاتب ايرلندى)
- ( حالم آخر!!) وادارت رأسها عنه وخيم عليهما صمت ثقيل لبضعة دقائق وهمست ( تمنيت لو كنت مت) .. كانت على وشك ان تعود الى افكارها الحزينة عندما سارع الى مقاطعتها
- ( هناك عرض آخر اذن ) فرفعت رأسها اليه مستفسرة
- ( تزوجينى!!) .. فاجأتها الكلمات ونظرت اليه بعيون مفتوحة على وسعها وفم مفتوح ولم تنبس بكلمة واحدة.. فسالها بشئ من التندر ( ماذا ؟؟ هل هذا اسوأ من الموت؟!!!)
- ( لا . طبعا لا.. عفوا .. ولكنك فاجأتنى.. نحن لم نكد يعرف احدنا الاخر.. لقد هزتنى المفاجأة فعلا) كانت ترد بحماس وعيناها تبرقان وابتسامة تعجب تكتسي محياها. نظرت اليه ثانية..كانت عيناه السوداوين برموشهما الطويلة الحالكة وشاربيه وشعره الاسود المتموج قليلا على جبينه , كل ذلك يعطيه سمات انموذج امير عربي .. سألته والشك يراودها
- (هل انت جاد فيما تقول؟!) كان نظراته طيلة الوقت تنصب باعجاب على جمالها المشرق ثم تقدم محاولا سحبها الى جنبه وقال
- ( انك ما زلت مصدومة من الحادث .. تعالي هنا!!) لكنها سحبت نفسها بهدوء وهى تخفي ابتسامتها
- (شكرا لك.. انا بخير)
وكطبيب يفحص مريضه ادار وجهها اليه واخذ ينظر الى خديها المتوردين وشفتيها المحمرتين المشرقتين بابتسامة جميلة
- ( لا انت لست على ما يرام.. ما زلت تعانين من اثر الصدمة) قال ذلك وهو يضمها الى صدره مرة اخرى فاستسلمت بضحكة حزينة

بقيا هكذا لوهلة . كان يشعر بدفء انفاسها على رقبته وبضربات قلبها على صدره. لقد منحه هذا الوضع الشعور بانه يمتلك شئا رائعا. ووقعت نظرته على شعرها الذهبي ثم زحفت ببطء على ثوبها ذي الورود ولاحظ انه يكشف عن ركبتيها وجزء من الفخذين .. فقام بسحب الجاكيت وغطاهما. لاحظت تصرفه فرفعت اليه وجهها المبتسم والتقت عيناها شاكرة له بعينيه.. قال لها انه من الافضل ان تلبس الجاكيت. ففعلت ذلك ثم التجأت الى صدره ثانية.. كادت تعود تارة اخرى لتعيش مشكلتها ثانية عندما زفرت بمرارة لكنه كان حاضرا ليعيدها الى الحياة الجديدة.. فسألها
- (متى؟)
- (متى ماذا؟) ردت عليه بذهن شارد وصوت ضعيف
- ( حفل زواجنا!) كان جوابه بديهي.. لكنها رفعت كتفيهافسألها يريد ان يعرف معنى هذه الاشارة ( ماذا يعنى هذا ؟ هل تريدين ان تقولى انك لا تعرفين ام انك لا يهمك ذلك؟ ) فأجابت باسى وبتهكم
- (وماذا سوف اخسر؟ مستقبلي , حياتي؟؟) فرد عليها بهدوء وبصوت ملؤه الثقة
- (انك سوف لن تخسرى ايا منهما.. يل العكس .. انك ستكسبين الاثنين) .. فالقت بنظرها الى الارض فيما راحت كفها تمسد الحشائش الناعمة..
- (سوف اخبرك بشئ) جاءت كلماته العجلى لتجرها الى اللعبة ثانية.,. ( الزواج يحتاج الى ثلاثة عناصر) وامسك بكفها وراح يعد على اصابعها ببطء( اولا القبول من المرأة والرجل. ثانيا الشهود.. ثالثا..) ثم توقف عن الكلام فرفعت بصرها اليه مبتسمة
- ( وما هو العنصر الثالث ؟)
- ( على اية حال .. الان علينا ان نبحث عن شهود , ماذا لدينا هنا؟ .آه ..نعم... شجرة الارز العملاقة هذه، ولدينا ذلك الجبل، وتلك البحيرة ، اثنان منهم يكفي للشهادة) وفيما كان يتحدث ، كانت فكرة واحدة تسيطر على ذهنه؛ ان عليه ان يكون له دور في حياتها , سواء كانت طويلة ام قصيرة..( والان تخيلي نفسك معى في قاعة المحكمة امام منصة القاضي . سوف يسألك ما اذا كنت تقبلين بي زوجا لك ، وسوف تقولين..).. فقاطعته بمكر
- ( هل سنأخذ الشهود معنا للمحكمة؟!) فقال بسرعة
- ( نعم .. لا .. طيب .. حسنا تخيلي ان القاضى امامنا الان!!) فاجابت بلهجة لا ابالية هادئة
- ( هذا الاحتمال افضل)
نظر اليها طويلا وقال في نفسه " سوف لن يكون من السهل ممارسة لعبة تخيل مع هذه العقلية الاوربية العملية"
- ( الان سوف يسألك القاضى اذا كنت تقبلين بي زوجا لك وانت سوف تقولين :نعم ..عند ذاك ساضع الخاتم ..)ومد يده والتقط حشيشة طويلة واخذ يلفها حول اصبعها ( لقد كنا امرأة ورجل والان نحن زوج وزوجة! ) طيلة الفترة ظلت ساهمة هادئة مما اقلقه فقد احس انه فشل في ان يثير اهتمامها.. (يوما ما حضرت فيلم. كان بوب هوب وجين راسل يعقدان قرانهما في الكنيسة. كان القس امامهما وهو يحث بوب هوب الذي كان في غاية الارتباك على ان يقدم الخاتم . كانت اللقطة تغطى كل الشاشة لبوب هوب ويده التى تنتقل من جيب الى جيب بحثا عن الخاتم بينما كانت كف القس امامه تستعجله . واخيرا وجد الخاتم فقام وهو مرتبك وحشره في اصبع القس الذي نزعه من اصبعه واعاده اليه واشار الى يد جين راسل.. ثم سمعنا القس يقول : والآن القبلة .! وعلى اثرها سمعنا صوت قلبة طويلة تلاه صوت القس وهو يقول ( ليس انا يا احمق !! قبلها هى)!. قبل ان ينهى حديثه وجدها غارقة في الضحك.. هنأ نفسه لانها بدأت تشاركه اللعبة

مرت بضعة دقائق بصمت . كان يتساءل كيف يمكن له ان يغير حياتها باكملها وقال في نفسه " عليها ان تتخلى عن اسلوب تفكيرها، عليها ان تتعامل مع مظاهر الحياة ليس كحقائق ثابتة كانها مواد صلبة ، وانما عليها ان تتحسس روح تلك المظاهر, يجب ان تتعلم كيف تحسها بمشاعرها وليس بلمسها . عليها ان تتصرف ليس كجهازكومبيوتر وانما كشاعر ) ورغم انه واع تماما ان مهمته ليست سهلة ومع هذا قرر ان يعمل على مساعدتها..
تحركت قليلا ثم سحبت نفسها وجلست بوضعية جادة , فقال في نفسه ( ها قد عادت مجددا) لكنه قبل ان تتفوه باى كلمة أخذ كفها ورفعه الى شفتيه وقبل اطراف اصابعها..احمر وجهها وهى تنظر اليه متعجبة وتعض على شفتهاالسفلى.
هتف بلهجة آمرة
-(يا زوجتى!!؟")
- ( نعم يا زوجي) اجابت بابتسامة عريضة وكأنها جندى ينتظر تلقي الاوامر
- ( يبدو اننى نسيت ان اخبرك ببعض شروطى) كان يتحدث بلهجة جادة ( يجب ان اتسلم مصروفا يوميا) .. خبت ابتسامتها..فقال بحزم ( يجب ان احصل على مائة قبلة في اليوم )
- ( اليس هذا كثير جدا !؟) كانت تحاول ان تخفي ابتسامتها باتخاذ مظهر جدى
- ( كثير جدا ؟!! دعينى اعدها لكى تقتنعي) قال ذلك وهو يحيطها بذراعه من خصرها ويسحبها لحضنه حيث تهافتت بخفة ويمسك بكفها ويبدأ يعد على اصابعها ( سوف آخذ خمس قبلات قبل الافطار وخمس بعده، خمس قبل الغداء وخمس بعده، خمس قبل العشاء وخمس بعده، خمس قبل النوم وخمس بعده!!)
- ( قف لحظة.. لقد سبق ان قمت بحساب الخمسة الاخيرة تلك التى قبل الافطار. ثم ان المجموع الكلى هو اربعين فكيف جعلت منها مائة)!
- ( انك لا تعرفين كيف تحسبين.. فقد نسيت ان تدخلى في حسابك تلك التى تأتي بين الفترات!) كان يتحدث ببرود وكانت هى على وشك ان تضحك عندما احتضنها وسقطت قبلته على اعلى خدها دون ان تجد اى اعتراض
خيمت ظلال الصمت عليهما لبضعة دقائق . ظل وهو يمسك بها قرب صدره يراقب لها كل نفس وكل اشارة صغيرة وكل حركة . لقد اخذ يلاحظ بشكل جلي ان مشاعره تجاهها كانت ابعد ما يكون عن مشاعر الشفقة ، " هل ستظل تتعاون معى وتعيش الحياة البديلة التى اريد لها ان تعيشها؟ انها تتجاوب بشكل جيد حتى الان ، لكن ما الذي سيحصل بعدها؟ هل من الممكن حقا ان نعيش سوية؟ ) كان غارقا في تأملاته التى اخذته بعيدا عندما تحركت في جلستها قليلا .
- ( يا امراة؟!) لهجته الصارمة لم تكن تستطيع ان تخفي عواطفه
- ( نعم يا رجل؟!) صوتها الموسيقي العذب كان يغري
- ( اظن ان الوقت قد حان لرحيلنا. ان العالم الواسع يفتح لنا الان ذراعيه) فقام ومد يده لها ليساعدها على الوقوف وما ان لمست يده حتى قفزت واقفة بمرح ..في نفس اللحظة رآها تتراجع للخلف وتضع يدها على جبينها فسارع للامساك بها قبل ان تسقط على الارض فتكومت بين ذراعيه مغشيا عليها فرفعها وهرع الى السيارة التى لم تخذله فقد اشتغل محركها من اللمسة الاولى .
انطلق كالمجنون متجها نحو البلدة التى تبعد حوالى خمسة اميال ومن حسن الحظ ان الشارع الرئيس يكاد يكون خاليا لكن هذا لم يكن يهمه كثيرا ان عليه الوصول الى المستشفى باسرع وقت يستطيعه. والقى نظرة عليها ، كانت ملقاة على الكرسي فاقدة الوعى الى جانبه

*****

بعد خمسة ايام كانت في غرفتها في المستشفى تحيط بها ابنة خالتها واقرب صديفاتها، واخيها ، والممرضة التى كانت تشغل نفسها بآنية الزهور. رن جرس الهاتف فالتقطت السماعة وهى مستلقية على سريرها.وكانت موظفة الاستقبال على الخط
-(اعذريني يا آنسة لكن هناك رجل يريد ان يراك.. انه يقول انه زوجك يا آنسة!؟)
-( دعيه يأتي ) ثم وضعت سماعة الهاتف والتفتت مبتسمة الى ابنة خالتها وقالت لها ( لقد جاء! .. انه لم يسرق محفظة نقودى ولم يهرب كما ظننت ) كانت نظراتها تلوم ابنة خالتها لاتهاماتها السابقة..
كان موضوع الزوج الغريب هو المفضل خلال الايام الخمسة الماضية . لقد اعتبرت ابنة خالتها ما حصل بينها وبين هذا الغريب انما هى قصة خيالية لطيفة. لكن عندما كانت تحدثها بتفاصيل عن كيفية تصرفه وعن كلماته، ومن طريقة حديثها عن تصرفاته ازاءها ، بدأت ابنة خالتها يراودها الشك ان المسألة اكبر من ان تكون قصة خيالية.. وقد كشفت لها عن رأيها وحذرتها من مغبة ان تكون مهووسة هكذا بهذا الرجل الشرقي.. لقد احزنها انها لم تسمع اى شئ عنه خلال الايام الماضية وقد وجدت ابنة خالتها في ذلك فرصة لتشويه انطباعها عنه.. لكنه هنا الان .. لقد دعت من اعماق قلبها ان يكون لديه عذر قوى لهذه الغيبة.
كانت الممرضة تساعدها على الجلوس في فراشها عندما فتح الباب ودخل الغرفة ولاحظت ان احد افراد الشرطة كان خلفه. للوهلة الاولى تركزت نظرته عليها. ثم توجهت ببطء نحو الممرضة ونحو ابنة خالتها واخيها وبعد ذلك استدارت الى الشرطى خلفه ثم عادت لتستقر عليها ثانية.. لم يتكلم احد بشئ . بعدها القى نظرته الى الارض وهز رأسه باسف ونفث آهة تحسر وقال
-( اى يوم عرس واى شهر عسل!! العروس تؤخذ للمستشفى والعربس للسجن!!) وصرخت بابتسامة متفاجئة

-( في السجن ؟! .. لماذا ؟.ماذا حدث ؟.. ماذا فعلت؟) تقدم نحوها وجلس على طرف السرير الى جانبها وامسك بكفيها..
- ( ارتكبت خمسة جرائم!!) وبدأ يعد على اصابعها ( الجريمة الاولى : قيادة سيارة بسرعة عالية جدا!! . الجريمة الثانية : تجاهل كل اشارات المرور واضواء العبور!!. الجريمة الثالثة: تجاهل اوامر الشرطة بالتوقف!! الجريمة الرابعة : قيادة سيارة بدون رخصة!! الجريمة الخامسة : قيادة سيارة لا تعود لاي شخص اعرفه!! ) وسأله اخوها
- ( سيارة من كانت ؟ ) فردت على اخيها وهى غارقة في الضحك
-( سيارتك !!) ثم قدمت اخاها له وقالت
- ( انه محام. اذا كان يمكن ان يفيدك باى شئ!) فتصافحا وقال له المحامى ( اذن انت البطل الذي جاء بها الى المستشفى ؟ يسعدنى ان اساعدك لتسوية المسألة.. وعلى اية حال هذه ليست كما وصفتها جرائم )
- ( انا لا اعرف لغة المحامين وشكرا على مساعدتك ) اجابه بسرعة والتفت اليها ( المشكلة اننى لا امتلك اية اوراق ثبوتية لهويتى ، وكل اوراقي بقيت في الجاكيت الذي تركته معك!!)
-( كانت مناسبة جيدة انك تركت جاكيتك معى فمما وجدته في جيبوبه كان لى الشرف ان اعرف منها اسم زوجى )
- ( لك الافضلية اذن . لانى قضيت نصف ساعة في نقاش مع موظفة الاستقبال لاعرف اسمك!) وضحك الاثنان.. وقال بلهجة جادة وقد اخذ بيدها

- ( ايتها الزوجة!)
- ( نعم ايها الزوج!)
- (خمسة ايام قد انقضت مضروبة بمائة في اليوم ..التى هى مصروفي ! حاصل الضرب اذن ثمان مائة )
- ( كلا يا عزيزى .. انت لا تعرف كيف تعد..انها اكثر من الف.. لقد نسيت ان تعد تلك التى بين الفترات !!!)

نظر اليها لوقت طويل وهو مبتسم ثم تلفت حواليه وقال وهو يسحبها من فراشها
- (ماذا نفعل نحن هنا؟! .. دعينا نذهب فالحياة تنتظرنا )
- ( كم ساعة بقيت لدينا كى نعيشها؟!) كانت ابتسامتها حزينة
- ( الحياة هى النسبية بعينها. انها لا تقاس بالساعات والايام .. لكن بالكيفية التى نعيشها فيها) قال ذلك وهو يستقبل ذراعيها المفتوحتين حول عنقه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://drakola.3oloum.com
BaDa
المشرف العام
المشرف العام
BaDa


عدد الرسائل : 44
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 16/07/2007

هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live   هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live Icon_minitimeالأحد يوليو 06, 2008 8:04 pm

اتمني تنال اعجابكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://drakola.3oloum.com
 
هل هى دعوة للحياة؟ ..ترجمة was it an offer to live
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Hms ELgfon :: منتدي المثقفين :: قصص اجنبية-
انتقل الى: